VENNY القلب الحنون
عدد المساهمات : 102 تاريخ التسجيل : 16/09/2010
| موضوع: الهروب الأخير ( قصه قصيره ) السبت سبتمبر 18, 2010 1:45 am | |
|
خرج الطائر الصغير بريشه الجديد ليتعلم كيف يطير و يقتاد بنفسه. خرج و الأمل يملأ قلبه الصغير. هذا القلب بالرغم من نضارته و قلة خبرته إلا انه احتوى على نور يملأ العالم بأسره .. نور ( الحب ) .
نعم الحب نور ينير طريق من يحمله. خرج الصغير إلى العالم و لم يكن يعلم بمدى قسوته. و بقلبه الصغير بدأ يتحسس طريقه إلى الحياة. الحياة التي طالما حلم بها (هادئة ناعمة مليئة بالحب و الأمن و السلام) . نعم هذا حلم الصغير، و لكن سرعان ما اكتشف الفرق بين الحلم و الواقع. فقد وقع الصغير في الأسر، اسر من نوع غريب يدعى الحب وقع الصغير في حبال صياد يدعي الحب و قد رسم أمام الصغير طريقاً ممهداً بالورود. و انطلق الطائر وراء سجانه بدون تفكير و كله أمل في الحياة التي حلم بها.و سرعان ما تجلت الحقيقة . دخل بنفسه إلى الأسر. أسر التملك، انه نوع غريب من أنواع الحب الجائر. حب بالغصب. و مع ذلك انصاع الطائر للصياد و لم يبدي له ما يزعجه بل و تفاني في إخلاصه للصياد الظالم الذي تمادى و تمادى في ظلمه . حبس الطائر الصغير داخل قفصاً من ذهب بحجة الحفاظ عليه. طلب منه ان يغرد له، يغرد له هو فقط. و قد فعل الطائر ليثبت له الاخلاص. فليس له بد من ذلك. و المسكين ليس لديه أجنحة ليطير. بات الليالي الطويلة الباردة بل شديدة البرودة في قفصه الذهبي هزيل الجسم جريح الفؤاد. و كان ينتهز الفرصة ليهرب من سجنه. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. أتت الفرصة الذهبية و لكن في التوقيت الخطأ ، نسي الصياد باب أسره مفتوحاً فهرع الصغير بالخروج و لكنه وجد الصياد طريح الفراش . بحاجه إلى المساعدة ، و لم يقوى قلب الصغير على الهروب و ترك سجانه بهذه الحال. فكر المسكين انه إذا ساعد الصياد فإنه سيعامله بحب و حنان ( يا له من مسكين مخدوع ) بقى بجوار سجانه و أعطاه كل الحب و الحنان اللازم لشفائه. تفانى و تفانى و تفانى في خدمته على مدى طويل. حتى شفى الصياد و أتى وقت الجزاء المتوقع فما كان من الصياد إلا انه امسك بالطائر المسكين ووضعه داخل القفص الذهبي و أغلق عليه بإحكام. قتل فيه كل ما هو جميل، قتل آماله و أحلامه . طعنه بسيف غادر اسمه الانانيه . فما كان من الطائر الحزين إلا أن أغلق على نفسه و لم يعد يغرد ليطرب سجانه انه في انتظار المنقذ . و أتى المنقذ من بعيد يلوح له براية الحب الذي طال انتظاره من خلف أسوار سجنه الذهبي. لكن كيف له أن ينقذه. عاش الصغير على أحلام و خيال بالمستقبل الموعود. طالت أحلامه و لم يعد لها نهاية. غاب عن عالم الواقع و سبح في عالم الخيال .عالم المحبوب المنقذ الذي لا يعرفه و لا يريد أن يعرفه عالم الأمان و الحب و الحرية. و لكن زمن الأحلام قصير مهما طال. استيقظ الصغير على كابوس الواقع الذي ليس منه بد و لا مفر . فقرر أن يهرب من سجنه. و لما سنحت له الظروف أطلق لجناحيه العنان و لكن سرعان ما أخفق، فكان صياده ماكر شديد الحرص لم يترك له أي ثغره للهروب. و سرعان ما تلألأت في قلب الصغير فكرة جديدة للهروب. استيقظ الصياد من نومه في الصباح و ذهب إلى فريسته الهزيلة ليستمتع برؤية آلامه و لم يكن يعلم ما ينتظره . تنتظره المفاجأة ، نعم هرب الصغير هرب الجريح من عالم الواقع إلى عالم أخر عالم الحب و الأمان و الحرية و العدل . هرب تاركاً جسده الهزيل ذكرى مؤلمه لوحشية الصياد و كتب على سجنه.
((رحلت اليوم و أبقيت رمادي ذكرى لمن أحبني ))
| |
|